حق أبليس .


 
مقدمة :

قال ابن عباس ايضا : وكان اسمه عزازيل ، وكان من أشد الملائكة اجتهادا وأكثرهم علما ،
و عزازيل وهو اسم عبري او سرياني معناه الحارث – قيل هذا والله اعلم –
أما شهر بن حوشب و سعيد بن مسعود ذهبوا الى إن إبليس كان من الجن الذين سكنوا الأرض ، وطردتهم الملائكة ، وأسره بعض الملائكة فذهب به إلى السماء فصار يعبد الله مع الملائكة ويجتهد حتى بلغ ما بلغ

عن ابن عباس قال : كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم الجن ، خلقوا من نار السموم ” لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت ” من بين الملائكة ، وكان خازنا من خزان الجنة
فأول من سكن في الأرض الجن ، فاقتتلوا فيها ، وسفكوا الدماء ، وقتل بعضهم بعضا ، فبعث الله تعالى إليهم إبليس في جند من الملائكة
وهم هذا الحي الذين يقال لهم الجن ، فقاتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور ، وأطراف الجبال .

من كتاب الكامل في التاريخ من تأليف عز الدين الشيباني، المعروف بابن الأثير (ت 630هـ).
--------------------------------------------------
في ذات حين من ذاك الزمان . قبل خلق آدم والشجرتين وبعض ما كان
دخل ميكائيل إلى مضجعه في السماء ليجد الحارث يقرأ ويتعبد فأثنى عليه ومسح رأسه وجلس

رفع الحارث رأسه الصغير ونظر إلى ميكائيل وسأله : كيف كان يومك ؟

فرد ميكائيل : كنا نزيد في العبادة والذكر تحت موطء العرش حتى سماح المولى للشمس بأن تترك العرش وتخرج من تحته حتى تشرق على الأرض .

نظر الحارث بعيدا وقال في حسرة : الأرض ؟!

عرف ميكائيل بغصة الحارث وقال له : هل تشتاق لذاك المكان الدنس يا أيه الحارث ؟

رد الحارث مسرعا : أسمي هو عزازيل ! هذا هو الأسم الذي أعطاه لي والداي ..  ونعم أشتاق لأهلي من الجن ولموطني في الأرض 

عدل ميكائيل جلسته وقال بصوت أجش مليئ بالجدية : إسمع يا عزازيل .. لقد أخذتك بعد الغزوة المباركة على قبائل الجن في الأرض كأسير بعد أن أمر الله بدحرهم لفسادهم في الأرض , ولولا رحمتي ورحمة الله لكنت الآن من المقتولين أو المطرودين .

أنزل عزازيل رأسه ودمعته تكاد تفارق عينه : أعرف .. قلت لي ذالك مرارا 
 
ميكائيل : إذن عليك أن ترضخ  لهذا الأمر و تجتهد في العلم والعبادة حتى تجد لنفسك مكانا في السماء . فعودتك للأرض أمر محال وهي بالآخر أرض خراب لا تصلح للمعاش . عليك أن تحمد الله على هذه النعمة التي أنعم الله عليك بها فأنت رغم كونك من الجان تنعم اليوم بالعيش مع الملائكة في السماوات رغم أنك لست منهم ولن تكون . عليك أن ترضى بهذا .

رد عزازيل بصوت خافت لم يسمعه ميكائيل : هذا خطأ .. ولا بد أن يتغير يوما ما .

رد عليه ميكائيل بحزم : ماذا قلت ؟

فمسح عزازيل دمعته وابتسم ورفع رأسه لميكائيل : سأجتهد بالعبادة والطاعة حتى أثبت أني مستحق لهذه الرحمة وسأكون في يوم من الأيام يد الله في الأرض لكي أحكم فيها بما أمر الله ويعود لي ما كان لي .

ضحك ميكائيل بصوت عال ..
وارتسمت على وجه عزازيل الصغير إبتسامة صفراء كاذبة توحي بالكثير المخفي في رأسه الصغير

..