المحبة والرحمة

    
دعوني أقص عليكم قصة عن الحب والرحمة والتضحية

 


كان يا مكان في سالف العصر والأوان كان هناك رجل وامرأة سعيدان وحكيمان 
أنجبا طفلا جميلا رائعا سمياه دودي ..
ووهباه كل ما يشتهي من ألعاب وطعام وحلويات حتى غرفته الكبيرة جدا كانت مزينة بالرسومات الملونة والأزهار ..

قام الأب والأم بوضع قطعة شوكولا لسبب لا يعرفه سواهما في غرفة الطفل الصغير على الطاولة مقابل السرير وطلبا منه أن لا يأكلها ..
ولكن الطفل ولأنه صغير ولا يفهم عواقب أفعاله قام بأكل قطعة الشوكولا ..
فغضب الأبوين كثيرا وقاما بإلقائه عاريا في القبو يتألم ويعاني في حياته القصيرة حتى مات

لم يكتفي الأبوين الحكيمين بذالك بل قاما لفرط حبهما ورحمتهما
برمي كل طفل ينجبانه في القبو حتى يفارق الحياة من صعوبة البقاء في تلك البيئة
عقابا على ذنب دودي الذي إقترفه

ومر على هذا الحال زمن طويل وأبناء موتى كثر حتى أنجبا بنتا صغيرة بريئة غاية في الجمال وضعاها في القبو كباقي إخوتها ..

هنا أدرك الأبوين المحبين أن هذا العقاب المستمر من كل أبنائهما وجب أن يتوقف وعليهم أن لا يلقوا بأطفالهم إلى القبو  ليلقوا حتفهم المؤكد 
فقاما بالنزول إلى القبو و تعذيب البنت الصغيرة وقلع أظافرها وغرس المسامير في جسمها الصغير وتعليقها في سقف القبو حيث نزفت إلى أن ماتت ..

بعد هذه وفاة هذه الطفلة رزق الوالدان بطفل ذكي وفضولي كثير التساؤل أسموه سعدون
و وضعوه طبعا في القبو كباقي إخوته من قبله ولكنهم قصوا عليه قصة دودي وأخوته الذين قضو في القبو
وأخبروه عن أخته وكيف عذبت وقلعت أظافرها الصغيرة وكيف نزفت إلى الموت في القبو

وقالا لسعدون أن أخته كفرت عن خطيئة دودي بالنيابة عنه ( بالنيابة عن سعدون )
وأنه حتى يخرج من القبو عليه أن يقضي باقي أيامه في القبو في الإعتذار عن ذنب دودي وأن يحب أخته وأن يلبس ثيابها
وإذا إعتذر بما يكفي ولبس ملابس أخته الميتة المغطاة بالدم فإن الوالدين الرحيمين سيخرجانه من القبو ليعيش على الدوام مع والديه الحبيبين في البيت يمجدهم ويبجلهم ويمدحهم إلى الأبد على هذه النعمة

هنا إغرورقت عينا سعدون بالدموع وابتسم في وجه والديه ..