قصة الأستاذ والطالب و القلم الأحمر ..

قصة قصيرة من فصل واحد

دخل الطلاب قاعة الإمتحان وأخذ كل مكانه الخاص بهدوء ووزعت الأوراق ..
تقدم الأستاذ مراقب الإمتحان ونظر بتأني للطلاب وقال : حظا موفقا لكم جميعا .. تذكرو الكتابة بالقلم الأسود أو الأزرق

بدأ الطلاب ملئ أوراقهم بما جادت به عليهم ذاكرتهم وقبل إنتهاء الوقت المخصص وأثناء تجوال الأستاذ المراقب بين الطلاب لاحظ طالبا يكتب بالقلم الأحمر ..!
تقدم منه وأمسك بالورقة .. وقال له .. لماذا تكتب بالقلم الأحمر ..؟
ألم أقل لكم أنه يمنع الكتابة بلون غير الأسود أو الأزرق .؟

تردد وأصابه الإرتباك ولكنه ما لبث أن استعاد رباطة جأشه وسقطت علامات الخوف من عينيه ونظر إلى الأستاذ بكل ثبات وثقة وقال : أنا لم أكتب بالقلم الأحمر يا أستاذ .. أنا ليس عندي قلم أحمر

جمد الأستاذ للحظة وهو يحاول إستيعاب ما قال الطالب بينما الطالب تبدو عليه علامات الإنتصار والزهو .. رفع الورقة أمام عيني الطالب وقال : ما هو هذا اللون الذي على الورقة ..؟

فرد الطالب : لم أفهم عليك .. ما علاقة لون الورقة في نوع القلم المستخدم .. هلا وضحت رجائا .. كلامك كله مغالطات منطقية وعقلية

مد المراقب يده إلى الطاولة وتناول قلم الطالب الأحمر ورفعه أمام عينيه وقال ..: ما هذا ..؟

رد الطالب .. هذه يدك .. هل أحصل على علامات إضافية لمعرفتي الجواب الصحيح .؟

غضب الأستاذ من الطالب فأمسك بالقلم وحشره في أنف الطالب وهو يقول : ما هذا الشيئ الذي في أنفك الآن .. أليس هذا قلمك الأحمر الذي كتبت به على ورقة الإختبار ..؟

تتأتأ الطالب وهو يعصر دمعة من طرف عينه من الألم محاولا الثبات على إنكاره الغبي لاستخدامه القلم الأحمر قائلا : لا يوجد شيئ في أنفي يا أستاذ .. أنا لا أمتلك قلما أحمر ..

رجع الأستاذ خطوتين إلى الوراء ونظر إلى الطالب بهدوء .. وما أن أدار ظهره حتى إبتسم الطالب إبتسامة رضى لاانتصاره على الأستاذ المراقب في محاججة علمية فلسفية أثبت فيها أنه على صواب ..سحب القلم الأحمر من أنفه وتابع الإختبار ..

رن الجرص معلنا نهاية الإمتحان وتقدم الطلاب واحدا تلو الآخر وقدمو ورقة الإمتحان للأستاذ
وما أن جاء دور الطالب الفهيم لتسليم ورقته تقدم في زهو إلى كومة الأوراق على المكتب الذي يجلس عليه الأستاذ إبتسم ورمى الورقة على رأس أوراق الإمتحان وهم بالخروج حتى أمسكها الأستاذ ومزقها إلى أجزاء أمام عيني الطالب .. ذهل الطالب من ظلم الأستاذ وتعديه المجحف على حق من حقوقه وخرج وهو يتوعد ويهدد .. طبعا لم يستمع إليه أحد ..

و منذ ذالك اليوم والطالب الفهيم يحكي قصة الأستاذ الشرير الذي يحقد عليه لأن الطالب كان أذكى من الأستاذ وأكثر حكمة وأرجح حجة .. وكيف أن العالم كله تآمر مع الأستاذ عليه لأنه على حق .

سلام