في البدء ..

في البدء ..


في البدء
كان هو ..
واحدا ً متوحدا ً ..
أبدي ٌ أزلي ٌ معا ً في وجود ٍ سرمدي .

وقال كُن ..
فكان الوجود وكل ما فيه
من جمال ٍ وقبح ..
عدل ٍ وظلم ..
ظلام ٍ ونور ..

فنظر الى ملكوته وكانت العين
و امتلأ قلبه غبطة ورضىً وكان القلب
ومال في شغف ٍ وفخار الى ما صنع وكان الحب ..
وأراد أن يكون فيه وأن يكون ذاته ..
فقام وصنع ,
ليأخذ من ذاته القدرة على الخلق و الأبداع
ويزرعها في حفنة من تراب وقليل ٍ من لذة الحياة و الحب وميزان الجمال
ليظهر للوجود الأنسان اللذي يحمل صورة الله ..
فكان الأنسان ذاك الوجود للخالق في خلقه الذي أحبه ..

في البدء كانت شجرتين ...
تغطي أوراقهما المجرة و ترسم جذورهما تجاعيد الأزل
شجرتين من ذات الكيان الألاهي منه وأليه ..
شجرة أوراقها منسوجة من زمن وأخرى من العلم والأفكار
شجرة تلقي بظلالها على عرشه وأخرى يقطف منها لذيذ الثمار .
الأولى شجرة الخلود
والثانية شجرة العقل والمعرفة

أحب الرب الشجرتين وأعطى ثمار شجرة الخلود للملائكة والجان من الخدم والأعوان
وحرم عليهم ثمار شجرة العقل والمعرفة

وآدم كان البدء ..
وبداية القصة وخاتمتها ..
فكان آدم وحواء في أرض السماء وفي ربوع الجنة قبل أن ينزل عليهم البلاء والغضب والعقاب ..
كانا كما جبلهما الخالق من حب ٍ وجمال لكن دونما عقل ٍ أو تفكير ,
فكانا بغباء الطيور و البعير
يعيشان اللحظة من النعيم غير عابئين ولا خائفين من القادمات من السنين
حتى أتى من يشفق عليهم من الجان وكان أسمه أبليس الذي قال لآدم وكان منهمكا بأكل اللذيذ من الثمر أنه من الفانين
وأنه لميت ٌ لا محال وستضيع عليه هذي المتع واللذات ما أن يفرغ منه الخالق ليخلق شيء آخر .
وأن عليه أكل ثمرة من شجرة الخلود
فلم يأبه به آدم فكان ولازال ( إذاما استلذ بشيء ٍ نسي كل ما عداه ) .
فذهب أبليس لحواء واختار أ يكون بهيئة الثعبان
ناعما ًٍ لماعا ً كما تحب هي وتهوى ..
فبهرت بجماله وسمعت كلامه وذهبت الى حيث الشجرة ولكنها أخطأتها فقد كان بحواء َ عيب ٌ ومازال ..
أنها إذا ما انبهرت وخفق قلبها لشيء ٍ حتما تخطئ بقرارها ووجهتها . .
فبدل أن تذهب الى شجرة الخلود ذهبت الى شجرة العقل والحكمة وقطفت منها ثمرة وأكلت .
وما أن وصلت الثمرة الى جوفها وسرى حلو مائها في دمها
حتى اشرأبت و وعت وتفكرت تحولت الى الأنسان الذي نعرفه اليوم
و بانت لها عورتها وخجلت من جسدها فهي لم تعد من البهائم و الأنعام
و اختبأت تحت الشجرة تغطي صدرها بشعرها خائفة ً من العيون واآفات
وخافت من الوحدة ومن المجهول وصارت تنادي آدم ليكون أنيسا ً لها في قـلقها
فأتاها كما عهدته جميلا ًقويا ً منتصبا شامخا
ولكن غبيا ً دونما عقل
ورأت كم هو قبيح ٌ دونما ملكة الفكر وكم هو غير مبال ٍ
ولا يعتمد عليه كالبهيمة فخطرت لها فكرة في أن تطعمه من ثمار الشجرة
لكي تنفتح قيود عقله و يشاركها وجوده وكيانه بدلا ً من وحدتها.

فمدت إليه ثمرة ً وقالت : كُـل . . فرفض وكان شبعا ً فما تفعل ؟ .
فرفعت شعرها وبان صدرها وقالت : تعال إلي وكل من يدَي .
وكانت أول مرة تغوي بها حواء آدم عمدا ً لتنال مطلبها وأكل آدم من الثمرة وأكتسب العقل بعد حواء
( لذا ترى الفتاة تنضج وتعي العالم قبل الغلام )

وغضب الخالق منهما ورما بهما الى الأرض ليتعذبا فيها
وقال لملائكته وجانه : تلك نهاية العاصين الذين يقتربون من الشجرتين ..
وأما أبليس فقد هرب من غضب الخالق و الى الأرض لينتقم من آدم وحواء
فبسبب خطئهما ذاك صار ملاحقا ً منبوذا ً من أهل السماء

وبقي آدم وحواء وأبليس يسكنون الأرض الى يومنا هذا ..

سلام

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

في البدء : احييكـ

هذه التحسينات على قصة الخلق .. تجعلها افضل من القصة الحقيقية ..!

انا لم اطلع على كتب الديانتين المسيحية واليهودية ..

**
بالرغم من جدية الموضوع الا انني ضحكت وانا اتخيل هروب ابليس ليلحق بآدم وحواء : لينتقم !!
ينتقم من ماذا ولماذا ؟
والمشكلة انه دخل الجنة متنكر بزي سرقه من ثعبان .. كان يمارس السباحة !

وهذا يفسر سبب تغيير الثعابين لجلدها بين فترة واخرى ..

جميل ما تكتبه ايه الحكيم ^_^