ألم سيزيف

يبدو لاهثا ً تعبا ً وقطرات العرق تحفر لنفسها مجرا ً على خديه الغائرين من الجوع ... يستنهض ما بقي من عزيمته ... يشد على ألمه بأسنانه ... ويدفع بجلمود الصخر العظيم إلى قمة الجبل ليجد نفسه عند الوصول في قعر الجبل مرة تلو أخرى ... تلو أخرى ... ليعلق بين الصخر الذي لا يستطيع أن يتركه دون أن يكون له ساحقا ً وقاتلا ً ... وبين ألمه ويأسه اللــذان يأكلانه من الداخل ..
كلما اقترب من الخلاص استيقظ من كذبة أخرى ليجد نفسه في قعر ويل ٍ أعظم ...

لكم أشعر أن هذه الصورة تعبر عني كأنسان عربي مخذول ومخدوع ومع ذالك لم يفقد الأمل ويبقى على تكرار خطائه يعيدها ويجترها مرارا ً وتكرارا ً.. يخذله انسان ٌ فيرمي بثقته كاملة ً إلى آخر ليخذله بعدها تستنهضه فكرة أو مبدأ فكري أو سياسي ليجد ذاك الاتجاه أولَ من يخونه و يخونه.

والغريب في الأمر أننا لا نحاول تغيير واقعنا أو أننا لا نعرف كيف نفعل ذلك . لنبقى نلوم القدر أو نتذمر بأن المشكلة أكبر بكثير مما نطيق لنهرب خائفين من وجه المعضلة وأذيالنا بين أرجلنا.
وتراودني الرؤيا مؤخرا ً لكني لا أجد القدرة على تخيل مجرياتها إن حدثت ..

ترى إذا ما حاول كلٌ منا وأعني جميع من بهم يتكون هذا الطيف الغير متجانس الذي نسميه العرب…
لو أن كل فرد ٍ يقوم بالنظر إلى نفسه أولا ً وإدراك أخطائه من وجهة نظر ٍ أخرى مغايرة غير التي اعتاد النظر بها والحكم بأحكامها مهما كانت هذا الأخطاء الصغيرة من دون الفرار إلى اليأس قبل المحاولة أو محاولة التصغير من أهميتها ..

ترى أي تغيير ٍ جذري ينتظر هذا الأنسان الذي يدعى عربيا ً وكم ستكون إزاحة ذاك الصخر سهلة بعد ذلك .. لأن الحل الوحيد لمشكلة طال وجودها وامتد زمن سلطانها هو البحث عن الحل في مكان آخر غير الذي اعتاد الجميع النظر فيه ولعل الصخر العظيم الذي يأرقنا جميعا ًلم يكن يوما ً فوق أكتافنا بل ربما كنا نحن الجالسين فوقه ... نحاول جاهدين رفعه عن الأرض ..

ليست هناك تعليقات: